Blog
الوجه الآخر للأنانية ؟!
——————-
كلمة صغيرة تتكرر في حياتنا كل يوم … قد ترفع إنسانا في عيون الناس ، وقد تكشف أنانيته ، إنها “المصلحة”.
في أصلها، المصلحة خلق نبيل ، إذ هي تعني التعاون ، وتبادل الدعم ، والوقوف مع الآخرين وقت الحاجة ، فالحياة لا تستقيم إن عاش كل واحد منا لنفسه فقط .
ولذلك قال النبي ﷺ:
“من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.” [ صحيح البخاري ]
لكن مع مرور الزمن، تغيّر المعنى أو تغيرت الحياة ، في قلوب بعض الناس ، حتى صار بعضهم لا يعرف أحدا إلا حينما يحتاج إليه ، ولا يظهر الود إلا إذا كانت وراءه منفعة ، ولا يبتسم إلا من أجل مصلحة ما ، متناسيا المعاني العظيمة لمصطلحات ” القرابة والصداقة والزمالة والجيرة وغيرها ….. ” .
هكذا انقلب المفهوم من تعاونٍ إنساني إلى تبادلٍ مصلحي ، ومن قيمٍ راقية إلى حساباتٍ نفعية باردة .
وقد يكون سبب ذلك ضعف القيم الأخلاقية في العلاقات الاجتماعية الحديثة ، وسيطرة الماديات على تعاملات الناس ، حتى صار البعض يقيس قيمة العلاقة بمقدار ما يجنيه منها ، لا بما يقدمه فيها .
ومع أن هذا الواقع مؤلم ، إلا أن الأصل الجميل لا يموت … فما زال بيننا من يساعد في صمت ، ويخدم دون انتظار الشكر ، ويعطي لأن العطاء عنده خلقٌ لا صفقة .
ولذلك لا تمنعك مواقفهم من تقديم الدعم والمساندة لهم ، وتذكر دائما ثلاث حقائق :
– من غلبته دنياه لا تدع دنياه تغلبك.
– عامِل الناس بما أنت أهله ، لا بما هم أهله.
– كرم النفس ومكانتها عند الله ، لا يقاس بما تأخذ ، بل بما تعطي دون مقابل .
فالمصلحة ليست مذمومة في ذاتها ، لكنها تفقد معناها حينما تستخدم كعنوان للأنانية ، وتزدهر وتكون مفضلة ، حينما تكون طريقا إلى الرحمة والتكافل